Monday, May 14, 2007

لماذا أنا ملحد - إسماعيل أدهم

مقدمة

كتبت هذه الرسالة بعد مطالعة الكاتب للرسالة التي كتبها الشاعر أحمد زكي أبو شادي بعنوان "عقيدة الألوهية" ، فلم تكن إذن دراسة معدة لبحث موضوع الإلحاد والعقيدة الدينية ، فلا نتوقع رسالة مليئة بالبراهين والدلائل لإثبات وجهة نظر صاحبها ، بل هي مجرد خواطر كتبت على إثر مطالعته رسالة أبو شادي ، أو بالأحرى هي مزيج من الذكريات والانطباعات وفي جزء منها تعرض فقط للبرهان "العلمي" أو"الرياضي" .

" إن الأسباب التي دعتني للتخلي عن الإيمان بالله كثيرة منها ما هو علمي بحت ومنها ما هو فلسفي صرف ومنها ما هو بين بين ومنها ما يرجع لبيئتي وظروفي ومنها ما يرجع لأسباب سيكلوجية ، وليس من شأني في هذا البحث أن أستفيض في ذكر هذه الأسباب "

فلو شاء الكاتب أن يأتينا بدراسة وافية شاملة عن هذا الموضوع لفعل ، وكان ينوي ذلك بالفعل كما قلنا سابقا عندما كان ينوي تأليف كتاب عن عقيدته الدينية الفلسفية ، لكن هذا لم يكن مقصد صاحب الرسالة .

ونستطيع أن نقسم الرسالة لجزئين ، الجزء الأول منها يتكلم الكاتب عن بعض ذكرياته وأحداث حياته التي كان لها تأثير في تكوين عقيدته ، والجزء الثاني نرى فيه غلبة العقلية الرياضية العلمية على تفكيره ومحاولته البرهنه على دور المصادفة في تكوين العالم وكما نلاحظ شجاعة إسماعيل أدهم في إبداء رأيه ، نلاحظ أيضا السلوك الحضاري لمن ردوا عليه أمثال محمد فريد وجدي وأبو شادي فكانوا أعفاء اللسان ، ولم يطالبوا بمصادرة ما كتب أو محاكمته كما نرى الأن حين يبدي أحد المفكرين رأيا مخالفا .

نص الرسالة :

لماذا أنا ملحد؟

)كتبت على أثر مطالعة "عقيدة الألوهية" للدكتور أحمد زكي أبو شادي(

لما جهلت من الطبيعة أمرها وجعلت نفسك في مقام معلل
أثبت ربـــا تبتغي حــــــلا به للمشكلات فكان أكبر مشكل!

توطئة :

الواقع أنني درجت على تربية دينية لم تكن أقوم طريق لغرس العقيدة الدينية في نفسي. فقد كان أبي من المتعصبين للإسلام والمسلمين ، وأمي مسيحية بروتستانتية ذات ميل لحرية الفكر والتفكير، ولا عجب في ذلك فقد كانت كريمة البروفيسور وانتهوف الشهير. ولكن سوء حظي جعلها تتوفى وأنا في الثانية من سني حياتي ، فعشت أيام طفولتي حتى أواخر الحرب العظمى مع شقيقتي في الأستانة ، وكانتا تلقناني في تعاليم المسيحية وتسيران بي كل يوم أحد الى الكنيسة . أما أبي فقد انشغل بالحرب وكان متنقلا بين ميادينها فلم أعرفه أو أتعرف عليه إلا بعد أن وضعت الحرب أوزارها ، ودخل الحلفاء الأستانة . غير أن بعد والدي عني لم يكن ليمنعه عن فرض سيطرته علي من الوجهة الدينية ، فقد كلف زوج عمتي وهو أحد الشرفاء العرب أن يقوم بتعليمي من الوجهة الدينية ، فكان يأخذني لصلاة الجمعة ويجعلني أصوم رمضان وأقوم بصلاة التراويح ، وكان هذا كله يثقل كاهلي كطفل لم يشتد عوده بعد ، فضلا عن تحفيضي القرأن . والواقع أني حفظت القرأن وجودته وأنا ابن العاشرة ، غير أني خرجت ساخطا على القرأن لأنه كلفني جهدا كبيرا كنت في حاجة إلى صرفه إلى ما هو أحب إلى نفسي ، وكان ذلك من أسباب التمهيد لثورة نفسية على الإسلام وتعاليمه. ولكني كنت أجد من المسيحية غير ذلك ، فقد كانت شقيقتاي –وقد نالتا قسطا كبيرا من التعليم في كلية الأمريكان بالأستانة لا تثقلان علي بالتعليم الديني المسيحي وكانتا قد درجتا على اعتبار أن كل ما تحتويه التوراة والإنجيل ليس صحيحا . وكانتا تسخران من المعجزات ويوم القيامة والحساب ، وكان لهذا كله أثر في نفسيتي .

كانت مكتبة والدي مشحونة بألاف الكتب وكان محرما على الخروج والاختلاط مع الأطفال الذين هم من سني ، ولقد عانيت أثر هذا التحريم قي فردية تبعدني عن الجماعة فيما بعد ، ولم يكن في مستطاعي الخروج إلا مع شقيقتي وقد ألفت هذه الحياة وكنت أحبهما حبا جما فنقضي وقتنا معا نطالع ونقرأ ، فطالعت وأنا ابن الثامنة مؤلفات عبد الحق حامد وحفظت الكثير من شعره ، وكنت كلفا بالقصص الأدبية فكنت أتلو لبلزاك وجي دي موباسان وهيغو من الغربيين أثارهم ، ولحسين رحمي الروائي التركي المشهور قصصه ، وأتى والدي إلى الأستانة وقد وضعت الحرب أوزارها ، ودخل الحلفاء الأستانة ، ولكن لم يبقى كثيرا حيث غادرها مع مصطفى كمال إلى الأناضول ليبدأ مع زعماء الحركة الاستقلالية حركتهم ، وظللت أربع سنوات من سنة 1919 إلى 1923 في الأستانة قابعا أتعلم الألمانية والتركية على يد شقيقتي والعربية على يد زوج عمتي ، وفي هذه الفترة قرأت لداروين أصل الأنواع وأصل الإنسان وخرجت من قرائتهما مؤمنا بالتطور. وقرأت مباحث هكسلي وهيكل والسر ليل وبيجهوت وأنا لم أتجاوز الثالثة عشرة من سنى حياتي . وانكببت أقرأ في هذه الفترة لديكارت وهوبس وهيوم وكانت ، ولكني لم أكن أفهم كل ما أقرأه لهم . وخرجت من هذه الفترة نابذا نظرية الإرادة الحرة ، وكان لسبينوزا وأرنست هيكل الأثر الأكبر في ذلك ، ثم نبذت عقيدة الخلود .

غير أن خط دراستي توقف برجوع والدي إلى الأستانة ونزوحه إلى مصر واصطحابه إياي ، وهنالك في الإسكندرية خطوت أيام مراهقتي ، ولكن كان أبي لا يعترف لي بحق تفكيري ووضع أساس عقيدتي المستقبلة ، فكان يفرض على الإسلام والقيام بشعائره فرضا ، وأذكر يوما أني ثرت على هذه الحالة وامتنعت عن الصلاة وقلت له :أني لست بمؤمن ، أنا داروني أؤمن بالنشوء والارتقاء . فكان جوابه على ذلك أن أرسلني إلى القاهرة وألحقني بمدرسة داخلية ليقطع على أسباب المطالعة ، ولكني تحايلت على ذلك بأن كنت أتردد على دار الكتب المصرية وأطالع ما يقع تحت يدي من المؤلفات التركية والألمانية يومي الخميس والجمعة ، وهما من أيام العطلة المدرسية ، وكنت أشعر وأنا في المدرسة أني في جو أحط مني بكثير . نعم لم تكن سني تتجاوز الرابعة عشر ولكن كانت معلوماتي في الرياضيات والعلوم والتاريخ تؤهلني لأن أكون في أعلى فصول المدارس الثانوية ، ولكن عجزي في العربية والإنجليزية كان يقعد بي عن ذلك .

وفي سنة 1927 غادرت مصر بعد أن تلقيت الجانب الأكبر من التعليم الإعدادي فيها على يد مدرسين خصوصيين ونزلت تركيا والتحقت بعدها بمدة بالجامعة وهنالك للمرة الأولى وجدت أناسا يمكنني أن أشاركهم تفكيرهم ويشاركونني . في الأستانة درست الرياضيات وبقيت كذلك ثلاث سنوات وفي هذه الفترة أسست (جماعة نشر الإلحاد) بتركيا وكانت لنا مطبوعات صغيرة كل منها في 64 صفحة أذكر منها :

الرسالة السابعة : الفرويديزم ، الرسالة العاشرة : ماهية الدين ، الرسالة الحادية عشر : قصة تطور الدين ونشأته ، الرسالة الثانية عشرة : العقائد ، الرسالة الثالثة عشرة : قصة تطور فكرة الله ، الرسالة الرابعة عشرة : فكرة الخلود .

وكان يحرر هذه الرسائل أعضاء الجماعة وهم طلبة في جامعة الأستانة تحت إرشاد أحمد بك زكريا أستاذ الرياضيات في الجامعة والسيدة زوجته. وقد وصلت الجماعة في ظرف مدة قصيرة للقمة فكان في عضويتها 800 طالب من طلبة المدارس العليا وأكثر من 200 من طلبة المدارس الثانوية –الإعدادية. وبعد هذا فكرنا في الاتصال بجمعية نشر الإلحاد الأمريكية التي يديرها الأستاذ تشارلز سمث ، وكان نتيجة ذلك انضمامنا له وتحويل اسم جماعتنا إلى (المجمع الشرقي لنشر الإلحاد) وكان صديقي البحاثة إسماعيل مظهر في ذلك الوقت يصدر مجلة "العصور" في مصر، وكانت تمثل حركة معتدلة في نشر حرية الفكر والتفكير والدعوة للإلحاد ، فحاولنا أن نعمل على تأسيس جماعة تتبع جماعتنا في مصر وأخرى في لبنان واتصلنا بالأستاذ عصام الدين حفني ناصف في الإسكندرية وأحد الأساتذة في جامعة بيروت ولكن فشلت الحركة ! وغادرت تركيا في بعثة لروسيا سنة 1931 وظللت إلى عام 1934 هنالك أدرس الرياضيات وبجانبها الطبيعيات النظرية. وكان سبب انصرافي للرياضيات نتيجة ميل طبيعي لي حتى لقد فرغت من دراسة هندسة أوقليدس وأنا ابن الثانية عشر، وقرأت لبوانكاره وكلاين ولوباجفسكي مؤلفاتهم وأنا ابن الرابعة عشرة ، وكنت كثير الشك والتساؤل فلما بدأت بهندسة أوقليدس وجدته يبدا من الأوليات ، وصدم اعتقادي في قدسية الرياضيات وقتئذ فشككت في أوليات الرياضيات منكبا على دراسة هوبس ولوك وبركلي وهيوم وكان الأخير أقربهم إلى نفسي ، وحاول الكثيرون إقناعي بأن أكمل دراستي للرياضة ، ولكن حدث بعد ذلك تحول لا أعرف كنهه لليوم ، فالتهمت المعلومات الرياضية كلها فدرست الحساب والجبر والهندسة بضروبها وحساب الدوالي والتربيعات ولكن الشك لم يغادرني ، فسلمت جدلا بصحة أوليات الرياضة ودرست ، وما انتهيت من دراستي حتى عنيت بأصول الرياضة ، وكان هذا الموضوع سبب نوال درجة الدكتوراه في الرياضيات البحته من جامعة موسكو سنة 1933 وفي نفس السنة نجحت في أن أنال العلوم وفلسفتها إجازة الدكتوراه لرسالة جديدة عن "الميكانيكا الجديدة التي وضعتها مستندا على حركة الغازات وحسابات الاحتمال " وكانت رسالة في الطبيعيات النظرية .

وخرجت من كل بحثي بأن الحقيقة إعتبارية محضة وأن مبادئ الرياضيات اعتبارات محضة ، وكان لجهدي في هذا الموضوع نهاية إذ ضمنت النتائج التي انتهيت إليها بكتابي "الرياضيات والفيزيقا" الذي وضعته بالروسية في مجلدين مع مقدمة مسهبة في الألمانية ، وكانت نتيجة هذه الحياة أني خرجت عن الأديان وتخليت عن كل المعتقدات وأمنت بالعلم وحده وبالمنطق العلمي ، ولشد ما كنت دهشتي وعجبي أني وجدت نفسي أسعد حالا وأكثر اطمئنانا من حالتي حينما كنت أغالب نفسي للاحتفاظ بمعتقد ديني .
وقد مكن ذلك الاعتقاد في نفسي الأوساط الجامعية التي اتصلت بها إذ درست مؤقتا فكرتي في دروس الرياضيات بجامعة موسكو سنة 1934 .

إن الأسباب التي دعتني للتخلي عن الإيمان بالله كثيرة منها ما هو علمي بحت ومنها ما هو فلسفي صرف ومنها ما هو بين بين ومنها ما يرجع لبيئتي وظروفي ومنها ما يرجع لأسباب سيكلوجية .وليس من شأني في هذا البحث أن أستفيض في ذكر هذه الأسباب ، فقد شرعت منذ وقت أضع كتابا عن عقيدتي الدينية والفلسفية ولكن غايتي هنا أن أكتفي بذكر السبب العلمي الذي دعاني للتخلي عن فكرة "الله" وإن كان هذا لا يمنعني من أعود في فرصة أخرى ( إذا سنحت لي ) لبقية الأسباب .

وقبل أن أعرض الأسباب لابد لي من اتطراد لموضوع إلحادي ، فأنا ملحد ونفسي ساكنة لهذا الإلحاد ومرتاحة إليه ، فأنا لا أفترق من هذه الناحية عن المؤمن المتصوف في إيمانه . نعم لقد كان إلحادي بداءة ذي بدء مجرد فكرة تساورني ومع الزمن خضعت لها مشاعري فاستولت عليها وانتهت من كونها فكرة إلى كونها عقيدة . ولي أن أتسأل : ما معنى الإلحاد ؟
يجيبك لودفيج بخنر زعيم ملاحدة القرن التاسع عشر :

"الإلحاد هو الجحود بالله ،وعدم الإيمان بالخلود والإرادة الحرة"

والواقع أن هذا التعريف سلبي محض ، ومن هنا لا أجد بدا من رفضه . والتعريف الذي أستصوبه وأراه يعبر عن عقيدتي كملحد هو :

" الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته وأن ثمة لا شيء وراء هذا العالم "

ومن مزايا هذا التعريف أن شقه الأول إيجابي محض ، بينما لو أخذت وجهته السلبية لقام دليلا على عدم وجود الله ، وشقه الثاني سلبي يتضمن كل ما في تعريف بخنر من معاني.
يقول عمانوئيل كانط ( 1724-1804 ) :

" أنه لا دليل عقلي أو علمي على وجود الله" و "أنه ليس هنالك من دليل عقلي أو علمي على عدم وجود الله "

وهذا القول صادر من أعظم فلاسفة العصور الحديثة وواضع الفلسفة الانتقادية يتابعه فيه جمهرة الفلاسفة. وقول عمانوئيل كانت لا يخرج عن نفس ما قاله لوقريتوس الشاعر اللاتيني منذ ألفي سنة ، ولهذا السبب وحده تقع على كثيرين من صفوف المفكرين والمتنورين بل الفلاسفة من اللاأدريين ، وهربرت سبنسر الفيلسوف الإنجليزي الكبير وتوماس هكسلي البيولوجي والمشرح الإنجليزي المعروف قد كانا لا أدريين ، ولكن هل عدم قيام الأدلة على عدم وجود الله مما يدفع المرء لللاأدرية ؟
الواقع الذي ألمسه أن فكرة الله فكرة أولية ، وقد أصبحت من مستلزمات الجماعات منذ ألفي سنة ، ومن هنا يمكننا بكل اطمئنان أن نقول أن مقام فكرة الله الفلسفية أو مكانها في عالم الفكر الإنساني لا يرجع لما فيها عناصر القوة الإقناعية الفلسفية وإنما يعود لحالة يسميها علماء النفس التبرير ، ومن هنا فإنك لا تجد لكل الأدلة التي تقام لأجل إثبات وجود السبب الأول قيمة علمية أو عقلية .
ونحن نعلم مع رجال الأديان والعقائد أن أصل فكرة الله تطورت عن حالات بدائية ، وأنها شقت طريقها لعالم الفكر من حالات وهم وخوف وجهل بأسباب الأشياء الطبيعية . ومعرفتنا بأصل فكرة الله تذهب بالقدسية التي كنا نخلعها عليها .

إن العالم الخارجي ( عالم الحادثات ) يخضع لقوانين الاحتمال فالسنة الطبيعية لا تخرج عن كونها أشمال القيمة التقديرية التي يخلص بها الباحث من حادثة على ما يماثلها من حوادث . والسببية العلمية لا تخرج في صميمها عن أنها وصف لسلوك الحوادث وصلاتها بعضها ببعض . وقد نجحنا في ساحة الفيزيقا ( الطبيعيات ) في أن نثبت أن ( أ ) إذا كانت نتيجة للسبب فإن معنى ذلك أن هناك علاقة بين الحادثتين ( أ ) و ( ب ) . ويحتمل أن تحدث هذه العلاقة بين ( أ ) و ( ج ) وبينها وبين ( د ) و ( هـ ) فكأنه يحتمل أن تكون نتيجة للحادثة ( ب ) وقتا وللحادثة ( ج ) وقتا آخر وللحادثة ( د ) حينا وللحادثة ( هـ ) حينا آخر .

والذي نخرج به من ذلك أن العلاقة بين ما نطلق عليه اصطلاح السبب وبين ما نطلق عليه اصطلاح النتيجة تخضع لسنن الاحتمال المحضة التي هي أساس الفكر العلمي الحديث .ونحن نعلم أن قرارة النظر الفيزيقي الحديث هو الوجهة الاحتمالية المحضة ، وليس لي أن أطيل في هذه النقطة وإنما أحيل القارئ إلى مذكرتي العلمية لمعهد الطبيعيات الألماني والمرسلة في 14 سبتمبر سنة 1934 والتي تليت في اجتماع 17 سبتمبر ونشرت في أعمال المعهد لشهر أكتوبر عن "المادة وبنائها الكهربائي" وقد لخصت جانبا من مقدمتها بجريدة "البصير" عدد 12120 "المؤرخ الأربعاء 21 يوليه سنة 1937" وفي هذه المذكرة أثبت أن الاحتمال هو قرارة النظر العلمي للذرة فإذا كان كل ما في العالم يخضع لقانون الاحتمال فإني أمضي بهذا الرأي إلى نهايته وأقرر أن العالم يخضع لقانون الصدفة .

ولكن ما معنى الصدفة والتصادف ؟

يقول هنري بوانكاريه في أول الباب الرابع من كتابه :
“Science et Methode”
في صدد كلامه عن الصدفة والتصادف :

" إن الصدفة تخفي جهلنا بالأسباب ، والركون للمصادفة اعتراف بالقصور عن تعرف هذه الأسباب " .

والواقع أن كل العلماء يتفقون مع بوانكاريه في اعتقاده -أنظر لصديقنا البحاثة إسماعيل مظهر "ملقى السبيل في مذهب النشوء والارتقاء" ،ص 163-167 –منذ تفتح العقل الإنساني،غير أني من وجهة رياضية أجد للصدفة معنى غير هذا ،معنى دقيقا بث للمرة الأولى في تاريخ الفكر الإنساني في كتابي :

Mathematik und physic ج2 فصل7
في صدد الكلام عن الصدفة والتصادف ، وهذا المعنى لا تؤتيني الألفاظ العادية للتعبير عنه لأن هذه الألفاظ ارتبطت بمفهوم السبب والنتيجة ، لهذا سنحاول أن نحدد المعنى عن طريق ضرب الأمثلة .
لنفرض أن أمامنا زهر النرد ونحن جلوس حول مائدة ، ومعلوم أن لكل زهر ستة أوجه ، فلنرمز لكل زهر بالوجه الأتي في كل من الزهرين :
لنفرض أن أمامنا زهر النرد ونحن جلوس حول مائدة ، ومعلوم أن لكل زهر ستة أوجه ، فلنرمز لكل زهر بالوجه الأتي في كل من الزهرين :

يك: دو: ثه: جهار: بنج: شيش
ل1:ل2:ل3:ل4: ل5: ل6 في زهر النرد الأول
ك1:ك2:ك3:ك4:ك5: ك6 في زهر النرد الثاني

وبما أن كل واحد من هذه الأوجه محتمل مجيئه إذا رمينا زهر النرد ، فإن مبلغ الاحتمال لهذه الأوجه يحدد معنى الصدفة التي نبحثها .
إن نسبة احتمال هذه الأوجه تابعة لحالة اللاعب بزهر النرد ، ولكن لنا أن نتساءل :
ما نسبة احتمال هذه الأوجه تحت نفس الشرائط ،فمثلا لو فرضنا أنه في المرة " ن" كانت النتيجة هي :
ل6xك6=شيشxشيش=دش
فما أوجه مجيء الدش في المرة (ن+س)؟
إذا فرضنا أن الحالة الاجتماعية هي "ح" كان لنا أن نخلص من ذلك بأن اللاعب إذا رمى زهر النرد (ن=س) من المرات وكان مجموعها مثلا 36 مرة فاحتمال مجيء الدش هنا في الواقع :1\(ن+س)
وبما أن ق+س=36 مرة فكأن النسبة الاحتمالية هي 1\36 .
فإذا أتى الدش مرة من 36 مرة لما عد ذلك غريبا لأنه محتمل الوقوع ، ولكن ليس معنى ذلك أن الدش لابد من مجيئه لأن هذا يدخل في باب أخر قد يكون باب الرجم . وكلما عظمت مقدار "س" في المعادلة (ن+س) تحدد مقدار "ح" أي النسبة الاحتمالية وذلك خضوعا لقانون الأعداد العظمى في حسابات الاحتمال. ومعنى ذلك أن قانون الصدفة يسري في المقادير الكبيرة.
مثال ذلك أن عملية بتر الزائدة الدودية نسبة نجاحها 95% . أعني أن 95 حالة تنجح من 100 حالة ، فلو فرضنا أن مائة مريض دخلوا أحد المستشفيات لإجراء هذه العملية فإن الجراح يكون مطمئنا إلى أنه سيخرج بنحو 95 حالة من هذه العمليات بنجاح ، فإذا ما سألته : يا دكتور ما نسبة احتمال النجاح في هذه العملية ؟ فإنه يجيبك 95 في المائة ، ويكون مطمئنا لجوابه ، ولكنك إذا سألته : يا دكتور ما نسبة احتمال النجاح في العملية التي ستجريها لفلان ؟ فإنه يصمت ولا يجيبك ،لأنه يعجز عن معرفة النسبة الاحتمالية .
هذا المثال يوضح معنى قانون في أنها تتصل بالمقادير الكبيرة والكثرة العديدة ، ويكون مفهوم سنة الصدفة وجه الاحتمال في الحدوث، ويكون السبب والنتيجة من حيث هما مظهران للصلة بين حادثتين في النطاق الخاضع لقانون العدد الأعظم الصدفي حالة إمكان محض . ومعنى هذا أن السببية صلة إمكان بين شيئين يخضعان لقانون العدد الأعظم الصدفي ، فمثلا لو فرضنا أن الدش أتى مرة واحدة من 36 مرة أعني بنسبة 1:36 مرة ففي الواقع نحن نكون قد كشفنا عن صلة إمكان بين زهر النرد ومجيء الدش ، وهذا قانون لا يختلف عن القوانين الطبيعية في شيء .

إذا يمكننا أن نقول أن الصدفة التي تخضع العالم لقانون عددها الأعظم تعطي حالات إمكان . ولما كان العالم لا يخرج عن مجموعة من الحوادث ينتظم بعضها مع بعض في وحدات وتتداخل وتتناسق ثم تنحل وتتباعد لتعود من جديد لتنتظم….وهكذا خاضعة في حركتها هذه لحالات الإمكان التي يحددها قانون العدد الأعظم الصدفي ، ومثل العالم في ذلك مثل مطبعة فيها من كل نوع من حروف الأبجدية مليون حرف وقد أخذت هذه الحركة في الاصطدام * فتجتمع وتنتظم ثم تتباعد وتنحل هكذا في دورة لانهائية ، فلا شك أنه في دورة من هذه الدورات اللانهائية لابد أن يخرج هذا المقال الذي تلوته الأن ، كما أنه في دورة أخرى من دورات اللانهائية لابد أن يخرج كتاب "أصل الأنواع" وكذا "القرأن" مجموعا منضدا مصححا من نفسه ، ويمكننا إذن أن نتصور أن جميع المؤلفات التي وضعت ستأخذ دورها في الظهور خاضعة لحالات احتمال وإمكان في اللانهائية ، فإذا اعتبرنا (ح) رمزا لحالة الاحتمال و(ص) رمزا للنهائية كانت المعادلة الدالة على هذه الحالات :
ح=ص
وعالمنا لا يخرج عن كونه كتابا من هذه الكتب ، له وحدته ونظامه وتنضيده إلا أنه تابع لقانون الصدفة الشاملة .
يقول ألبرت أينشتاين صاحب نظرية النسبية في بحث قديم له :
" مثلنا إزاء العالم مثل رجل أتى بكتاب قيم لا يعرف عنه شيئا ، فلما أخذ في مطالعته وتدرج من ذلك لدرسه وبان له ما فيه من أوجه التناسق الفكري شعر بأن وراء كلمات الكتاب شيئا غامضا لا يصل لكنهه ، هذا الشيء الغامض الذي عجز عن الوصول إليه هو عقل مؤلفه ، فإذا ما ترقى به التفكير عرف أن هذه الأثار نتيجة لعقل إنسان عبقري أبدعه. كذلك نحن إزاء العالم ، فنحن نشعر بأن وراء نظامه شيئا غامضا لا تصل إلى إدراكه عقولنا ، هذا الشيء هو الله "
ويقول السير جيمس جينز الفلكي الإنجليزي الشهير :
" إن صيغة المعادلة التي توحد الكون هي الحد الذي تشترك فيه كل الموجودات . ولما كانت الرياضيات منسجمة مع طبيعة الكون كانت لنابه. ولما كانت الرياضيات تفسر تصرفات الحوادث التي تقع في الكون وتربطها في وحدة عقلية فهذا التفسير والربط لا يحمل إلا على طبيعة الأشياء الرياضية ، ومن أجل هذا لا مندوحة لنا أن نبحث عن عقل رياضي يتقن لغة الرياضة يرجع له هذا الكون ، هذا العقل الرياضي الذي نلمس أثاره في الكون هو الله "

وأنت ترى أن كليهما " والأول من أساطين الرياضيات في العالم والثاني فلكي ورياضي من القدر الأول" عجز عن تصور حالة الاحتمال الخاضعة لقانون الصدفة الشاملة والتي يتبع دستورها العالم ، لا لشيء إلا لتغلب فكرة السبب والنتيجة عليهما .

الواقع أن أينشتين في مثاله انتهى إلى وجود شيء غامض وراء نظام الكتاب عبر عنه بعقل صاحبه ( مؤلفه) والواقع أن هذا احتمال محض ، لأنه يصح أن يكون خاضعا لحالة أخرى ونتيجة لغير العقل ، ومثلنا عن المطبعة وحروفها وإمكان خروج الكتب خضوعا لقانون الصدفة الشامل يوضح هذه الحالة. أما ما يقول السير جيمس جينز فرغم انه أخطأ في اعتباره الرياضة طبيعة الأشياء لأن نجاح الوجهة الرياضية في ربط الحوادث وتفسير تصرفاتها لا يحمل على أن طبيعة الأشياء لأن نجاح الوجهة الرياضية في ربط الحوادث وتفسير تصرفاتها لا يحمل على أن طبيعة الأشياء رياضية بل يدل على أن هنالك قاعدة معقولة تصل بينه وبين طبيعة الأشياء . فالأشياء هي الكائن الواقع والرياضيات ربط ما هو واقع في نظام ذهني على قاعدة العلاقة والوحدة . وبعبارة أخرى أن الرياضيات نظام ما هو ممكن والكون نظام ما هو واقع ، والواقع يتضمنه الممكن ، ولذلك فلواقع حالة خصوصية منه . ومن هنا يتضح أنه لا غرابة في انطباق الرياضيات على الكون الذي نألفه بل كل الغرابة في عدم انطباقها لأن لكل كون رياضياته المخصوصة ، فكون من الأكوان مضبوط بالرياضيات شرط ضروري لكونه كونا .
من هنا يتضح أن السير جينز انساق تحت فكرة السبب والنتيجة كما انساق أينشتين إلى التماس الناحية الرياضية في العالم وهذا جعلهما يبحثان عن عقل رياضي وراء هذا العالم وهذا خطأ لأن العالم إن كان نظام ما هو واقع خاضعا لنظام ما هو ممكن فهو حالة احتمال من عدة حالات والذي يحدد احتماله قانون الصدفة الشامل لا السبب الأول الشامل .

خاتمة

إن الصعوبة التي أرى الكثيرين يواجهونني بها حينما أدعوهم إلى النظر إلى العالم مستقلا عن صلة السبب والنتيجة ،وخاضعا لقانون الصدفة الشامل ترد إلى قسمين :

الأول : لأن مفهوم هذا الكلام رياضي صرف ومن الصعب التعبير في غير أسلوبها الرياضي ، وليس كل إنسان رياضي عنده القدرة على السير في البرهان الرياضي .
الثاني : أنها تعط العالم مفهوما جديدا وتجعلنا ننظر له نظرة جديدة غير التي ألفناها . ومن هنا جاءت صعوبة تصور مفهوماتها لأن التغير الحادث أساسي يتناول أسس التصور نفسه .
ولهذه الأسباب وحدها كانت الصعوبة قائمة أمام هذه النظرة الجديدة ومانعة الكثيرين الإيمان بها .
أما أنا شخصيا فلا أجد هذه الصعوبة إلا شكلية ، والزمن وحده قادر على إزالتها ، ومن هنا لا أجد بدا من الثبات على عقيدتي العلمية والدعوة إلى نظريتي القائمة على قانون الصدفة الشامل الذي يعتبر في الوقت نفسه أكبر ضربة للذين يؤمنون بوجود الله .

14 comments:

Anonymous said...

و قالوا ان هي الا حياتنا الدنيا و ما نحن بمبعوثين و لو ترى اذ وقفوا على ربهم اليس هذا بالحق قالوا بلى و ربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون

badr27 said...
This comment has been removed by the author.
badr27 said...

إن الإلحاد ضاهرة نفسية عاطفيه تساوي ضاهرة الجحود و نكران الذات لانها تغيب العلم و العقل معا و تركن إلى الإستسلام إلى الهباء الذي ليس له بدايه و لا نهاية، لا مكان و لا زمان .

badr27 said...

انا لست إسلاميا و لا متأسلما و اعتقد كثيرا بمبدئ العلمانية لأني أرى فيها الوسيلة الوحيدة للحفاظ على طهارة الإسلام من عبث العابثين اني أومن بإسلام لا يقطع الرؤوس و لا الأطراف إني أومن بإسلام لا يحجر على العقل و لا يقف في وجه الحقيقة و العلم و يقف ضد العبودية و الإستغلال انا اومن بهذا الدين اما غيرهذا فأنا ملحد به.

badr27 said...

إن الهباء هو عدو الفكر يجب على الفكر ان يتجاوز الهباء ، إن الهباء هو الإلحاد يقول إبن عربي ان جلمة لا إله إلا الله تبدأ بنكران الإله بقول" لا إله" اي بكلمة الإلحاد لتنتهي لتقر بوجود الله الواحد الأحد إشارة إلى ان العقل يمر بمرحلة الشك قبل اليقين و  ان الإلحاد هو مرتبة القصور عن الفكر و اليأس مع الإستسلام إلى الهباء في آية قرانية يقول الله عز و جل " لقد يئس الذين كفروا"

badr27 said...

إن السيد إسماعيل أدهم لا يفهم في الرياضيات و لا في الفيزياء شيئا و كثير من الفيزيائيين والرياضيين من لا يفهم من علمه شيئا إنهم اشباه علماء كما يقول ريتشارد فيمان عالم الفيزياء الفذ و المختص في علم الفيزياء الكمي؛ إن الإحتمالات في الرياضيات لا تعتبر من الفروع البحتة بل هي علم محاكاة للضواهر او الحوادث الطبيعية و تتعلق كثيرا بالعوامل و المعطيات التي يمكن ان تتوفر لنا لكي نستطيع ان نحسب بدقة احتمال ضاهرة ما و رغم كل هذا لو إستطعنا ان نحسب إحتمال ضاهرة ما:، مثلا إ حتمال تكون جزيئية د ن ا التي تتكون من 40000 ذرة كربون، اوكسجين ، هيدروجين و نيتروجين فلا يمكننا ان نحسب إحتمال نشوء ضروف نشوء الجزيئية لاننا سنواجه مبدا هايزنبرغ و نظرية التعقيد و نضرية النقص لغوديل سنجد انه من المستحيل ان تتكون هذه الجزيئيه و مع ذلك نجد ان هذه الاخيرة تدخل في تركيب كل الكائنات الحيه في هذا الكون ملاحضة أخرى إن السيد ادهم يعرف المبدا الثاني للتيرموديناميكآن هذا المبدأ رغم بساطته إلا أنه يحدد الكثير من الأمور فمثلا يحدد الضواهر و اسبابها في الزمن و يحدد ان هذا الكون يسير من كون ذو انثروپية منخفضة الى كون ذو انثروپية عاليه معنى ذلك اننا نسير نحو كون ، كل الضواهر فيه تصبح بنفس الإحتمال و هذا الكون لا يمكن ان يوجد الا إذا كانت طاقة الكون و حرارته المتوسطة تجاور 0 اي مرحلة العدم ان هذا المبدأ يحدد سهم الزمن و ان لو كان كوننا بدون بدايه اي عمر الكون ليس محددا لاضمحل هذا الكون و اختفت المادة منذ زمن بعيد، هذا المبدأ يوضح بجلاء حدوث هذا الكون .
ملاحضة أخرى إن النضرية النسبيه لأنشتاين تتبث ان المادة يمكن ان تتحول الى طاقة و العكس صحيح اذن من اين اتت هذه الطاقة التي أنشأت المادة التي تملأ الكون؟ من الإلحاد ؟

badr27 said...

مع إحتراماتي للسيد إسماعيل ادهم

badr27 said...

badreddine.khlifi@gmail.com not gamil.com
sorry for error !

Anonymous said...

هرطقة وترهات وكلام فارغ عار من المنطق

منصور said...

يا حبيبي مشكلتك تربيت مع واحد متشدد في الدين ونفرك من حلاوة الدين وهذه في الاغلب حالة نفسية وصدمة عاطفية .
لكن انصحك وانصح جميع الملحدين بان يرجعوا لعقولهم وللفطرة السليمة وتذكر اليوم اللي راح تدخل فيه القبر، صدقني افكار الشياطين الي جالس تألفها ما راح تفيدك ولا بتنفعك.
بسم الله الرحمن الرحيم:
(( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ))
لسى باب التوبة مفتوح.

ahunchback_without_aface said...

من فضلك أستاذ بدر يا ريت تراسلنى ضرورى
ahunchback_without_aface@yahoo.com

Anonymous said...

لعن الله منكر وجوده . الكاتب اولا اثبت انه مجبر علي الدين. وهو يشكر في نفسه كثيرا. هذا الرجل اراد ان يظهر امام الناس او يكون مشهورا . لانه ينافس من اقام مبدأه علي افكارهم. وهو مشوش في كتاباته. اللهم اجعل كيده في نحره

Anonymous said...

لقد ذكر هذا الشخص مبررات معتقده الجديد الاوهي نلك التربية الكنسية التي بغضت اليه الاسلام فخرج ساخطا على هذا الوالد الذي جنى على ولده فقد اختار له بداية اما نصرانيةوانشغل عنه وأسلمه الى النصارى ليقوموا على نربيته غير المتناسقة مع الاسلام وعاد ليهتم به بعدما فات الآوان وامتلئت نفسه الخربة بمعتقدات خربةوهذا الخرب لايعاني من اية مشكلة مع النصراتية ولكن مشكلته الكبرى مع الاسلام وهذا ليس بشاذ ولا غريب لأن نفسه الخبيثة لن تتوافق مع عفة وطهارة الاسلام
وهو متناقض لانه لو كان صادق مع نفسه لانخلع من هذا الاسم الذي هو حق اصيل للاسلام فهو اسم لنبي جليل من انبياء الله ولكنه الغش والخداع وفقدان الصدق والامانة انما اراد هذا الواهم ان يصرف الناس عن الاسلام حينما يقرأون تفاهاته تحت اسمه الاسلامي ولو كان صادقا مع نفسه لغير اسمه الى حبيبه داروين
وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلون

Anonymous said...

كلام فارغ زلزل من سمع عنوان الكتاب.. انه يقول ان الكون خلق ورتب صدفه كيف؟ طب هات دليلك . لا شئ.. من هذا نتعلم ان القراءه ليست سامه ولا تخافوا منها.. لست متدينا ولا ملحدا لكن عنوان الكتاب الذي ارعب الناس لما قرأت المضمون وجدته فارغا وغرور لا اكثر.. واي طالب في ثانوي قرأ نظريات الاحتمالات يعلم ذلك.. هذا هو علم بدايات القرن العشرين الذي ارعب الناس هههههه